معاناة زوجات المشايخ- اتصالات النساء ودور المفتيات الشرعيات
المؤلف: بشرى فيصل السباعي11.24.2025

تشكو زوجات المشايخ من الضغوط الهائلة الناجمة عن كثرة اتصالات النساء بأزواجهن، وهو أمر يؤدي في بعض الأحيان إلى تفكك الأسر. فالاتصالات لا تقتصر على طلب الفتاوى، بل تتعداها إلى اعتبار الشيخ مرشدًا نفسيًا ومصلحًا اجتماعيًا، حيث تبوح المتصلات بأدق تفاصيل حياتهن. هذا الإقبال المتزايد قد يخلق علاقة مألوفة تثير غيرة الزوجات.
وفي سياق الفتاوى، غالبًا ما تدور الأسئلة حول مسائل نسائية خاصة للغاية، لا ينبغي لرجل أن يُسأل عنها، خاصة مع وجود متخصصات في الشريعة قادرات على تلبية هذه الاحتياجات. ومع ذلك، يظل المجتمع مترددًا في منح الثقة للمفتيات، مما يستدعي تضافر الجهود الرسمية لتعزيز دورهن في مجال الفتوى.
يجب إشراك الأكاديميات المتخصصات في الشريعة في لجان الفتوى ومناصبها، وتقديمهن عبر وسائل الإعلام المختلفة، على غرار ما يحدث في مصر، حيث برزت العديد من المفتيات الأكاديميات من خلال برامج الفتوى، وأصبحن مرجعًا حتى للرجال. فالمرأة أقدر على فهم احتياجات بنات جنسها، وبالتالي فإن فتاواها ونصائحها ستكون أكثر ملاءمة وواقعية من تلك التي يقدمها الرجال الذين قد لا يدركون خصوصية ظروف المرأة.
إن أي مجال يُقصى فيه صوت المرأة يفتقر إلى "العين الثانية"، أي منظورها الفريد الذي غالبًا ما يكون أكثر عمقًا وتراعي الجوانب المعنوية. وإذا أردنا معالجة جذرية للنظرة السلبية للمرأة في الخطاب الإسلامي، والتي أدت إلى سن قوانين مجحفة في بعض الدول، فإن إشراك النساء في صناعة الفتوى وعضوية المجامع الفقهية والمؤتمرات الفقهية أمر لا غنى عنه.
تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة دينية مرموقة في العالم الإسلامي، مما يجعلها مرجعًا للثقافة الدينية. لذا، فإن تعزيز مشاركة المرأة في المناصب والفعاليات الدينية الرسمية سيكون له تأثير إيجابي على وضع المرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم.
فقد أظهرت دراسة لجامعة هارفارد أن الحج يزيد من الاعتقاد بالمساواة ويحسن النظرة إلى المرأة والسلوك تجاهها، ويعزز تقبل تعليمها وعملها. ويبدو أن هذا الأثر الإيجابي نابع من رؤية النساء السعوديات في ميادين العمل والنشاط العام.
وعليه، يجب على المتخصصات في العلوم الشرعية المبادرة إلى التعريف بأنفسهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودعوة النساء إلى طلب الفتوى منهن بدلًا من الرجال، خاصة في المسائل النسائية الخاصة. فمن المؤسف أن نرى أن النساء لا يلجأن إلى المتخصصات في الشريعة حتى في فضاءات مثل "تويتر/إكس"، بل يفضلن استشارة الرجال.
إن إشراك النساء في الهيئات واللجان الدينية سيزيل الحواجز النفسية والعقلية تجاه دورهن. وفي المقابل، يجب توعية النساء بخطورة استشارة الرجال في المسائل النسائية الخاصة مع وجود متخصصات قادرات على تقديم المشورة. يجب أن يعلمن أن للمشايخ زوجات يشعرن بالغيرة، وأن هذه الغيرة قد تؤدي إلى مشاكل تصل إلى الطلاق. لذا، لا ينبغي الاستمرار في التواصل مع المشايخ بشكل مفرط يصل إلى خلق معرفة شخصية.
